الأحد، 17 مارس 2019

حكم التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم

السؤال: ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ الإجابة: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أقسام: الأول: أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول: "اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي"؛ وهذا لا بأس به؛ وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في قوله: {ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} [سورة آل عمران: الآية 193]، ولأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعًا. الثاني: أن يتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم أي بأن يدعو للمشفوع له؛ وهذا أيضًا جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله سبحانه وتعالى بالسقيا؛ فالتوسل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه جائز، ولا بأس به. الثالث: أن يتوسل بجاه الرسول، صلى الله عليه وسلم، سواء في حياته، أو بعد مماته: فهذا توسل بدعي لا يجوز؛ وذلك لأن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينتفع به إلا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني؛ لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة؛ والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء؛ فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد، ولا نافع؛ وعلى هذا فنقول: التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقسام: القسم الأول: أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته. القسم الثاني: أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر. القسم الثالث: أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله. فإذا قال قائل: جئت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله فهل يجوز ذلك أولا؟ قلنا: لا يجوز. فإذا قال: أليس الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا} [سورة النساء: الآية 64]. قلنا له: بلى إن الله يقول ذلك، ولكن يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا} و {إذ} هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفًا للمستقبل؛ لم يقل الله: ولو أنهم إذ ظلموا.. ، بل قال{إذ ظلموا}. فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضًا؛ لأن العمل انقطع. ينظر موقع حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم رابط المادة: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني - باب التوسل.

السبت، 16 مارس 2019

الملابس المشتملة على صور

الملابِسُ المُشتَمِلةُ على صُورِ ذواتِ الأرواحِ يَحرُمُ لُبسُ الثِّيابِ التي عليها تصاويرُ ذَواتِ الأرواحِ، وهو مذهَبُ الشَّافعيَّة (1) ، والحَنابِلة (2) ، وقولٌ عند الحَنَفيَّة (3) ، واختيارُ ابنِ تيميَّة (4) ، والشوكاني (5) ، وابنِ باز (6) ، وابنِ عُثَيمين (7) . الأدِلَّةُ مِن السُّنَّةِ: 1- عن زَيدِ بنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ أبا طلحةَ حَدَّثَه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: لا تدخُلُ الملائِكةُ بيتًا فيه صورةٌ)) (8) . 2- عن عائِشةَ أمِّ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّها اشتَرَت نُمرُقةً (9) فيها تصاويرُ، فلمَّا رآها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام على البابِ، فلم يَدخُلْه، فعَرَفْتُ في وَجْهِه الكراهيَةَ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتوبُ إلى اللهِ، وإلى رَسولِه، ماذا أذنَبْتُ؟! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما بالُ هذه النُّمرُقةِ؟ قلتُ: اشتَرَيتُها لك لتَقعُدَ عليها وتَوَسَّدَها، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يُعَذَّبونَ يومَ القيامةِ، ويُقالُ لهم: أحيُوا ما خَلَقْتُم، وقال: إنَّ البيتَ الذي فيه الصُّوَرُ لا تَدخُلُه الملائِكةُ).(10). ينظر موقع الدررالسنية